منتدى عصام البيه
أهلا بك عزيزى الزائر فى منتدى عصام البيه الثقافى نتمنى لك قضاء أجمل الأوقات فى منتداك ، ولا تنس أن تدعو لنا بصالح الأعمال ، تقبل الله منا ومنكم .<center><iframe align="center" id="IW_frame_1438" src="http://www.tvquran.com/add/index.htm" frameborder="0" allowtransparency="1" scrolling="no" width="302" height="334"></iframe></center>
منتدى عصام البيه
أهلا بك عزيزى الزائر فى منتدى عصام البيه الثقافى نتمنى لك قضاء أجمل الأوقات فى منتداك ، ولا تنس أن تدعو لنا بصالح الأعمال ، تقبل الله منا ومنكم .<center><iframe align="center" id="IW_frame_1438" src="http://www.tvquran.com/add/index.htm" frameborder="0" allowtransparency="1" scrolling="no" width="302" height="334"></iframe></center>
منتدى عصام البيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عصام البيه

منتدى عربى ثقافى تعليمى
 
الرئيسيةالرئيسية  نصرة النبى نصرة النبى  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول    
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ رواه البخاري (38)، ومسلم (760).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ رواه أحمد (9213)، والنسائي (2106) وصححه الألباني في "صحيح النسائي" (1992).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:183-185]
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادى مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة " . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة ،وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم ".
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 تاريخ الأقباط فى مصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 09/11/2012
العمر : 54
الموقع : http://esamelbea.egyptfree.net

تاريخ الأقباط فى مصر  Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ الأقباط فى مصر    تاريخ الأقباط فى مصر  Emptyالإثنين 6 مايو - 18:18:34

تاريخ مصر القبطيه هو مرحله مهمه من مراحل تاريخ مصر ابتدت فى القرن الأول الميلادى ، لكن رغم كده فجذور الثقافه القبطيه بتمتد لعصور مصر الفرعونيه. اللغه القبطيه اللى لسه بتستخدم لغاية النهارده فى طقوس الكنيسه القبطيه المصريه هى أخر مرحله من مراحل تطور اللغه المصريه القديمه اللى كان المصريين بيكتبوا و بيقروا بيها من 5000 سنه ، و استمر المصريين يستخدموا لغتهم القبطيه لكذا قرن بعد دخول العرب مصر ، و لسه لغاية النهارده كلمات كتيره من اللغه القبطيه بتستخدم و لسه الفلاح المصرى مسيحى أو مسلم بيستعمل التقويم القبطى فى تنظيم زراعة أرضه. و بيظهر بوضوح تأثير التراث المصرى القديم فى الفن و الأدب القبطى. و تاريخ اقباط مصر بمفهومه الاثنولوجى (العنصرى) و مفهومه الثيولوجى (الدينى) هو تاريخ مصر اللى مر على كل المصريين من بداية تاريخ مصر و لحد النهارده ، لكن اكمن الاقباط بالمفهوم الدينى عدت عليهم احداث تاريخيه خاصه بيهم فليهم برضه تاريخ خاص ، صحيح هو تاريخ مصر لكن انعكاساته عليهم كانت مختلفه عن انعكاساته على بقية المصريين. فى الواقع تاريخ مصر هو تاريخ الأقباط حيث انهم عاصروا كل العصور و المراحل التاريخيه اللى سادت على أرض مصر من ايام الفراعنه لحد النهارده.
الاقباط

كلمة " قبطى " اللى نطقها بالمصرى " ئبطى " معناها " مصرى " و فى الأصل ماكانلهاش دلاله دينيه ، و هى لفظ مشتق من الكلمه اليونانيه " ايجيبتوس Aigyptus ". اليونانيين كانوا بيشيروا بالكلمه دى لمصر و النيل سوا.[1]. فيه كذا نظريه بخصوص الكلمه اليونانيه دى جت منين.

اثنياً الاقباط ماهماش ساميين و لا حاميين لكن عنصر ميديترينيانى ( بحر متوسطى ) دخلوا منطقة وادى النيل فى العصور القديمه و استقروا فيها [2] ، و بنوا الحضاره المصريه الفريده من نوعها و اللى لاحظ هيرودوت انها بتختلف بالكامل عن أى حضاره تانيه و ان عاداتها و تقاليدها مخالفه لعادات و تقاليد أى بلد تانيه، بيقول هيرودوت : " مش بس الجو المصرى مالهوش مثيل فى بلد تانى ، و لا سلوك النيل بيختلف عن سلوك الانهار فى الاماكن التانيه ، المصريين نفسهم فى عاداتهم و تقاليدهم بيتصرفوا بطريقه معاكسه لبقية البشر " [3].

إكمن كلمة " قبطى " اللى فى الأصل معناها مصرى بقى ليها مفهوم دينى بعد ما ألفاظ " قبط " و " أقباط " بقوا بيتشار بيهم للمسيحيين المصريين ، ارتبط تاريخ مصر القبطى بالتاريخ الدينى للمسيحيه فى مصر ، مع ان تاريخ الأقباط هو تاريخ حضارى فى المقام الأول و ماهواش تاريخ دينى و ان كان الدين بطبيعة الحال عنصر مهم من عناصر الثقافه و بالذات فى ثقافة المصريين اللى وصفهم هيرودوت بإنهم متدينيين لأقصى الحدود. جايز من سؤ حظ المرحله التاريخيه القبطيه انها اتوجدت فى فترة احتلال اجنبى لمصر ، لكن الاحتلال الاجنبى رغم ان كان ليه اثر سلبى على التطور الحضارى فى مصر قدرت الثقافه القبطيه انها تستمر و تتعايش معاه بدرجه كبيره من الإستقلاليه رغم ضغوط فظيعه اتمارست عليها.
عزيز سوريال عطية (1898-1988).

تراث مصر القبطيه اتناولته تلت مدارس رئيسيه هى المدرسه البروتيستانتيه اللى اتناولته بشغف كبير لكن بطريقه منقوصه ، و المدرسه الرومانيه اللى بطبيعة الحال كانت معاديه بسبب الخلافات المذهبيه ، و المدرسه الحديثه اللى بتتكون من باحثببن مصريين مع علما غربيين محايديين فى تناولهم للمصادر القبطيه الأصليه [4]. للمدرسه الأخيره دى كان بينتمى المؤرخ و العلامه القبطى الكبير عزيز سوريال عطيه (1988-1896). المؤرخين الكاتوليك اتكلموا عن الكنيسه القبطيه على انها " الانفصاليه " أو " المنشقه " مع ان الكنيسه القبطيه كانت طول تاريخها ند لكنيسة روما اللاتينيه و عمرها ما كانت تابع ليها عشان تنشق عنها [5]. ممكن تضاف كمان مدرسه رابعه بتتكون من باحثين مصريين اقباط زى منسى يوحنا (1899-1930) و ايريس حبيب المصرى (1994-1910) و دول رغم اهميتهم و الجهد اللى عملوه فى التنقيب فى المصادر القبطيه القديمه و استخراج معلومات تاريخيه مهمه لكن بسبب حماستهم الدينيه و اندماجهم الكنسى غلب على كتاباتهم الاسلوب الدينى مش التأريخى العلمى الموضوعى و اختلطت فى كتابتهم الحقايق التاريخيه بالتراث الاسطورى.
الأقباط فى العصر الرومانى
معبد ادفو بناه البطالمه اللى اتمصروا و اتفرعنوا.

البطالمه اللى حكموا مصر من اسكندريه من وقت بطليموس الاول لغاية كليوباترا السابعه اتفرعنوا و اتمصروا و راعوا العادات و التقاليد و الثقافه المصريه و ما فرضوش ديانه أو لغه على المصريين ، و حاولوا يولفوا ما بين العقايد المصريه و اليونانيه عشان يرضوا المصريين و اليونانيين ، فإتأقلم المصريين و البطالمه على الوضع ده اللى فضل قايم لغاية سنة 30 قبل الميلاد لما غزا الرومان مصر و قضوا على الدوله البطلميه و احتلوا مصر و حولوها من مملكه مستقله لولايه رومانيه بيحكمها نايب عن الامبراطور الرومانى مهمته جمع اكبر قدر من الضرايب لملى خزنة الامبراطوريه فى روما ، و نقل غلة مصر بالمراكب لملى بطن روما و ملحقاتها ، و تطبيق القوانين و الشرايع الرومانيه على المصريين. فى الأيام دى سكان مصر كانوا بيتكونوا من تلت طوايف رئيسيه هما المصريين و اليونانيين و اليهود. بطبيعة الحال عدد اليونانيين و اليهود بالنسبه لعدد المصريين كان صغير جداً لكن رغم كده الرومان ادوهم مزايا كتيره مادوهاش للمصريين و عملوا محاكم زى المحاكم المختلطه بتضيع فيها حقوق المصريين فى المنازعات القانونيه مع اليونانيين و اليهود. رغم كده ، الرومان زى اليونانيين ما اتدخلوش فى لغة المصريين و ديانتهم. الحكم الرومانى لمصر بشكله اللاتينى و البيزنطى استمر 670 سنه و انتهى بإحتلال تانى بعد ما غزا العرب مصر سنة 640. فى الفتره الرومانيه دخلت المسيحيه مصر فى نص القرن الأول الميلادى على ايد مار مرقس اللى بيتسمى كاروز مصر. المصريين فى عصور الدوله البطلميه و الرومانيه قبل دخول المسيحيه مصر التفوا حوالين معابدهم و كهنتهم و بقت المعابد المصريه فى الصعيد و الدلتا بعيد عن اسكندريه هى ملجأهم للمحافظه على هويتهم القوميه. اسكندريه عاصمة مصر فى العصور دى عاشت معزوله عن مصر و كان اللى بيسافر منها للدلتا بيقول انه مسافر مصر. القوميه كانت دايماً عبر كل تاريخ مصر هى الكلمه السحريه للمصريين و على عكس قوميات كتيره دابت و اختفت بفعل الزمن أو بسبب الاحتلال الأجنبى ، القوميه المصريه عاشت فى مصر آلاف السنين رغم طول الزمن و رغم كل الاحتلالات الأجنبيه. هيرودوت لاحظ ان المصريين بيتمسكوا بتقاليدهم و ما بيستوردوش تقاليد من بره مصر ، بيقول : " المصريين بيتمسكوا بتقاليدهم المحليه و عمرهم ما بيتبنوا اى تقاليد من الخارج " [6].

دخول المسيحيه مصر كان ليه اثر سلبى على الثقافه المصريه القديمه و اللغه المصريه القديمه رغم ان الكنايس احتفظت بشكل من اشكال اللغه المصريه القديمه. لكن اللغه القبطيه استخدمت الحروف اليونانيه و ده اتسبب فى فقدان المصريين القدره على القرايه بالديموطيقى فضاع تاريخ مصر القديم و اتحول لطلسم من الطلاسم لغاية ما اتعاد اكتشافه فى نص القرن تسعتاشر على ايدين شامبوليون لما قدر يحل شفرة الحروف المصريه القديمه. من جهه تانيه المسيحيه خلقت حاله من العداوه للثقافه المصريه القديمه اللى اعتبرتها وثنيه و بالشكل ده اتدمرت معابد فرعونيه و بطلميه كان منها معبد سيرابيس و اتحولت معابد لكنايس و صوامع. رغم استمرارية القوميه المصريه و تاريخ مصر ، دخول المسيحيه مصر خلق نوع من الإنفصام ما بين مصر المسيحيه و مصر القديمه و بقى تاريخ مصر بيبدأ عند الأقباط من وقت مار مرقس. حالة الانفصام دى اتكررت تانى فى تاريخ مصر بعد دخول الإسلام فبقى تاريخ مصر بيبدأ عند المصريين المسلمين من سنة 640. بكده تاريخ مصر الفرعونى ضاع لفتره طويله و حل محله تاريخ مصر الخرافى. رغم حالات الانفصام دى اللى اتسببت فيها تغيرات عقائديه ، التاريخ المصرى تاريخ واحد مش حلقات منفصله عن بعضها و من اسباب ده ان مصر من خمستلاف سنه دوله قايمه من غير انقطاع ، و السبب المهم التانى هو ان القوميه المصريه عمرها ما إختفت من مصر لا بفعل الزمن و لا بفعل الاحتلال الأجنبى زى ما حصل فى مناطق تانيه من العالم [7].
القوميه القبطيه و التاريخ الاجتماعى
الصفحه دى من سلسلة صفحات عن
الاقباط
CopticCross7Modified.jpg
الثقافه

Architecture · فن · تقويم
قبطولوجيا · Cross · صيام
Flag · تاريخ · Identity · Literature
موسيقا · رهبنه · اضطهاد
مناطق

Egypt · United States · Canada
Africa · Asia · Australia
Europe · South America
مذاهب

ارتودوكسيه · كاتوليكيه
إنجيليه · بروتيستانتيه
لغه

لغه مصريه · لغه قبطى
نظم الكتابه

هيروجليفى · هيراطيقى
ديموطيقى · قبطى
ش • ن • ع

مشكله من المشاكل اللى بيواجها الباحثين التاريخيين هى مشكلة الحصول على مادة التاريخ الإجتماعى للشعوب. المؤرخين القدام اللى عاصروا الأحداث كان اهتمامهم عادة منصب على الانجازات السياسيه و العسكريه للحكام و القواد من غير ما يلتفتوا للمجتمع يعنى لعامة الناس. دى حاله عامه مش مقتصره على تاريخ مصر بس ، و اكمن تاريخ مصر القبطيه اتوجد فى فترتين من فترات احتلال مصر ده بيصعب عملية البحث و التنقيب فيه و بيخليه يظهر على انه تاريخ دينى لمسيحيين مصر مش تاريخ حضارى لأقباط مصر. المؤرخين الأقباط و عادة كانوا رجال دين و متحمسين للمسيحيه ساهموا من جهتهم بقدر كبير فى التشويش على تاريخ اقباط مصر و تصويرهم لتاريخ الأقباط على انه تاريخ الكنيسه القبطيه و باباواتها مع خلط و مبالغات دينيه كبيره. تاريخ مصر القبطيه اكبر بكتير من مجرد تاريخ البطاركة و اضطهاد الرهبان المصريين و استشهاد قسسه و قديسين على ايد المحتلين. من ناحيه تانيه، المؤرخين المصريين المسلمين بصفه عامه اندمجوا فى تاريخ مصر الإسلامى و غضوا نظرهم عن تاريخ مصر قبل سنة 640. تاريخ مصر القبطيه هو تاريخ الحضاره المصريه فى المرحله المسيحيه اللى بتتسمى القبطيه.

الأوروبيين اللى اكتشفوا للمصريين تاريخهم الفرعونى كانوا هما كمان اللى اكتشفوا للمصريين تاريخهم القبطى. بعد اكتشاف المخطوطات القبطيه الغنوسيه المعروفه ببرديات نجع حمادى سنة 1930 بدأ الأروبيين فى النص التانى من القرن العشرين يهتموا بالتراث القبطى و ظهرت فى الجامعات الاوروبيه اقسام للدراسات القبطيه ( قبطولوجيا ). صحيح كان فيه قبل كده اهتمام محدود بين الاقباط بالتراث القبطى لكن الإهتمام ده فضل محصور فى الزوايا الكنسيه و الاهتمام بوجه عام كانت دوافعه دينيه اكتر من علميه تاريخيه. برديات نجع حمادى بينت حاجه مهمه و هى ان المسيحيه فى العصر اللى اتكتبت فيه البرديات كانت متوغله فى مصر حيث ان المكان اللى اتعثر فيه على البرديات دى كان فى أقصى الصعيد مش فى اسكندريه أو منطقة الدلتا.

فى الفتره اللى سبقت طوالى دخول المسيحيه مصر ، القوميه المصريه كانت ملتفه حوالين المعابد و الكهنه فى الصعيد و الدلتا. فى المناطق دى كان بيعيش المصريين ، عامة المصريين الفلاحين و الصنايعيه و الحرفيين. ولاد البلد دول عاشوا زى اجدادهم فى عصور الفراعنه بعيد عن التطورات الثقافيه فى اسكندريه و بقية المدن اليونانيه و الرومانيه. كانوا بيتكلموا مصرى و الخط اللى كانوا بيكتبوا بيه كان الخط الديموطيقى [8] و معبوداتهم كانت الألهه المصريه. فى النص الاول من القرن الأول الميلادى حصل فى مصر حدث مهم هو دخول المسيحيه مصر و اعتناق اعداد من المصريين ليها. تقليدياً بيتنسب دخول المسيحيه مصر لمار مرقس الانجيلى لكن فى الواقع المسيحيه وصلت مصر قبل وصول مار مرقس مصر. المسيحيه وقت دخولها مصر ماكانتش ديانة الدوله الرومانيه الحاكمه. المستعمرين الرومان قبل دخول المسيحيه ما كانوش بيتدخلوا فى ديانة المصريين و كانوا بيكتفوا ساعات بمجرد السخريه منها مابينهم و مابين بعض مش اكتر من كده على أساس إنهم كانوا بيعتبروا ديانتهم زى عرقهم و ثقافتهم متفوقه على الكل و على اساس انهم اعتبروا تقديس المصريين للحيوانات حاجه غريبه ، لكن فى العلن قدام المصريين الرومان كانوا بيظهروا احترامهم للديانه المصريه. الرومان ما كانش بيهمهم غير انهم يجمعوا الضرايب من المصريين ، المصريين يبنوا و يعمروا و يزرعوا و يحصدوا زى ما عملوا على مر تاريخ حضارتهم ، و الرومان يعبوا خزاينهم بالضرايب اللى بيلموها منهم ، و مادام المصريين كانوا بيحترموا الامبراطور الرومانى و بيقدسوه كإلاه فماكنش عند الرومان مانع ان المصريين يعبدوا اى حاجه جنبه براحتهم زى ما هما عايزين. لكن المسيحيه لما دخلت مصر جابت فى مصر إلاه جديد اسقط الالهه المصريه القديمه و معاها تقديس الامبراطور الرومانى و دى كانت مشكله للرومان و بيها بدأ عصر اضطهاد أقباط مصر. بطبيعة الحال المسيحيه ما دخلتش مصر و أمن بيها المصريين فى يوم واحد و لا بدأ الإضطهاد طوالى. عملية انتشار المسيحيه فى مصر لغاية ما بقت الديانه السايده خدت حوالى تلت قرون. الديانه المصريه اللى عاشت قرون فى مصر وكانت مركز رئيسى للقوميه المصريه اتحولت فى اخر ايامها لمجرد ديانه طقوسيه و مجموعة رموز مالهاش معنى و انحدرت لمستوى السحر و التعاويذ و التمايم و بقت ديانه ممسوخه ، و فوق كده اتحول فيها ملوك و قرايب و أصحاب ملوك أجانب يونانيين و رومان لألهه [9] ، و اسامى الالهه المصريه العتيقه بقت محرفه و بقت فيها اسامى يونانيه و اتضافت الهه اجنبيه للبانتيون المصرى ، و فوق كده الكهنه المصريين انتشرت بينهم طايفه من المنافقين اللى بينافقوا الحكام الاجانب و بيسمحوا لهم بالتأليه و نقش اساميهم على جدران المعابد بالهدوم الفرعونيه. بالشكل ده الديانه المصريه ما بقتش بتعبر قوى عن القوميه المصريه زى ما كانت فى العصور الفرعونيه قبل غزو الفرس لمصر ، و فى الظروف دى دخلت المسيحيه مصر و اتقبلت فى الطبقات الكادحه و الفقيره العايشه فى قاع المجتمع تحت الرومان و اليونانيين و اليهود و المصريين المتأغرقين ، و اللى حول الرومان افرادها لمجرد ادوات لإنتاج القمح و تخزينه فى صومعة الغلال فى اسكندريه عشان تتشحن فى صبحية كل يوم لملى بطن روما و اسيادها [10]. كان طبيعى ان الطبقات المصريه الكادحه اللى كانت بتدور لها على مخرج انها تتقبل المسيحيه اللى وعدت الغلابه اللى حايؤمنوا بيها بإن حايكون ليهم ملكوت السما بعد ما ضاع منهم ملكوت الأرض. المسيحيه كمان كان فيها كذا عنصر بيلائموا العقليه المصريه أياميها و فيهم شبه من عناصر موجوده اصلاً فى الديانه المصريه زى الثالوث المصرى المقدس ( اوزوريس و ايزيس و حورس ) و الثالوث البطلمى ( سيرابيس ) ، و الأم ايزيس و الإبن حورس ، و الروح با و كا ، و الصليب رمز الحياه الأبديه ( عنخ ) ، و البعث . منظر العدرا مريم و ابنها الطفل يسوع فى المراحل الاولى للفن القبطى كان شبه صورة ايزيس و هى بترضع طفلها حورس ، التماثل ده فضل صوره ثابته فى الايقونات القبطيه [11]. فوق كل ده المسيحيه كانت وسيله للمصريين لمناوئة الحكم الأجنبى ، حكم الامبراطور الرومانى المتأله.
انتشار المسيحيه فى مصر
بطرس الأول خاتم الشهدا.

فى بدايات العصر المسيحى ، الأقباط بالمعنى الاثنولوجى ما كانوش طبعاً كلهم مسيحيين و لا كان كل المسيحيين اقباط. المصريين أو الأقباط انقسموا لطايفتين ، طايفة المسيحيين و طايفة اتباع الدين المصرى التقليدى اللى فضلوا على دينهم ، و مع مرور الوقت زادت اعداد المسيحيين الاقباط و قلت اعداد الأقباط من اتباع الدين المصرى التقليدى ، و ده كان ساعات بسبب الاقتناع بالدين الجديد لكن ساعات كان كمان بسبب ضغوط من الأقباط اللى اعتنقوا المسيحبه.

فضلت المسيحيه تنتشر فى مصر و تنتشر و اتوغلت لغاية اقصى الصعيد اللى كان دايماً بؤرة القوميه المصريه ، و مع حلول القرن التانى الميلادى بقت فيه خلطه دينيه فى مصر : الديانه المصريه ، الديانه اليونانيه ، الديانه الرومانيه الرسميه ، الديانه الموسويه ، و الديانه المسيحيه الجديده. مع اواخر القرن التانى الميلادى بقت مراكز عبادات الديانه المصريه القديمه جزر وسط بحر مسيحى. فى الفتره دى ظهر انجيل للمصريين و اتأسست كنيسة فى اسكندريه برياسة أسقف مصرى اسمه ديمتريوس (189 - 231) و بعدها بشويه اتأسست برضه فى اسكندريه مدرسة اللاهوت ( الديدسقليه ) فى مواجهة جامعة البطالمه و المدارس الموسويه اللى عاشت بفضل الفيلسوف فيلون السكندرى. أشرف على مدرسة اللاهوت الديسدسقليه مصريين شربوا من منابع الثقافه الهيلينستيه زى بنطائيوس اللى اتحول للمسيحيه و اكليماندس اللى درس الشعر و الفلسفه الهيلينيه. فى سنة 202 فى عهد الامبراطور سبتيميوس ساويرس بدإت أول موجات الإضطهاد ضد اقباط مصر فاتقفلت مدرسة اللاهوت لفتره و لما اتفتحت تانى اشرف عليها مفكرين مسيحيين كبار زى اوريجانوس الحكيم تلميذ اكليماندس و فضلت مدرسة اللاهوت مفتوحه لغاية اوائل القرن الرابع لما بدا عهد الإضطهادات الكبرى المعروف بعصر الشهدا اللى استشهد فيه بطريرك الأقباط بطرس الأول (300-311) اللى اتعرف بـ " خاتم الشهدا ".

من بداية القرن التالت انتشرت المسيحيه فى مصر بشكل واسع خاصة فى الصعيد الأعلى و الصعيد الأوسط ( الفيوم و البهنسا ) ، و اتفتحت كنايس على راسها مطارنه بياخدوا اوامرهم من رئيسهم فى اسكندريه ، و كل ما زاد اضطهاد الرومان كل ما زاد التفاف المصريين حوالين دينهم الجديد و استمرت مقاومة الاقباط بعد اضطهادات ساويرس فى بداية القرن التالت اللى اتنكل فيها بالأقباط تنكيل رهيب ، و اضطهادات كاركلا فى 211 اللى اصدر قوانين بصلب الاقباط المعارضين و رميهم للوحش المفترسه و دبح اعداد كبيره من أقباط اسكندريه ، و اضطهادات مكسيمينوس سنة 235 اللى عذب فيها أعداد من الأقباط لحد الموت و اضطر فى عهده البطريرك ياروكلاس انه يهرب من اسكندريه ، و اضطهادات دكيوس اللى بدت بمرسوم سنة 250 و اتعذب و استشهد فيها الالاف و انتشر الحزن و الفزع فى نواحى مصر ، و اضطهادات ديوقليسيانوس سنة 303 و فاليريوس و و دازا و غيرهم ، و استشهدت اعداد كبيره من الاقباط ، و غيرهم اتعذبوا و اتحبسوا و استعبدوا فى معتقلات المحاجر فى سينا و البحر الاحمر ، و فضل الوضع على كده ، الرومان بيضطهدوا الأقباط و الأقباط متمسكين بالمسيحيه. فى التاريخ القبطى اتعرفت فترة اضطهاد الامبراطور ديوقليسيانوس للأقباط بـ " عصر الشهدا " و تاريخ قعاده على عرش روما فى 29 اغسطس 284م بقى بدايه للتقويم القبطى التقويم القبطى ده استخدمت فيه الشهور اللى كان بيستخدمها المصريين فى عصر الاسرات و هى الشهور اللى لغاية النهارده بيستخدمها الفلاحين المصريين أقباط و مسلمين لحساب المواسم الزراعيه. بيقول عزيز سوريال عطيه : " و ده بيبين الشعور الوطنى الدفين فى دم ولاد مصر كلها مسلمين و مسيحيين لغاية النهارده " [12].

عصر الشهدا اللى دام عشر سنين متواصله من الترويع و التنكيل و القتل راحت ضحيته اعداد ضخمه من الأقباط بيتقال 840.000 ، و بيتقال ان عدد الأقباط فى نهاية العصر ده نزل من عشرين مليون لعشره مليون [13]. بيقول عزيز سوريال عطيه فى الموضوع ده ان من الصعب تقبل الارقام اللى بتقولها الكنيسه المصريه عن عدد الشهدا [14] ، لكن طبعاً بغض النظر عن ان الأرقام دى محتمل انها مبالغ فيها على عادة مؤرخين زمان فهى على أى حال بتوضح حجم الاضطهاد و المعاناه اللى عاش فيها الأقباط. الموضوع ما كانش مجرد تمسك بدين جديد لكن كان كمان تمسك بالقوميه المصريه فى مواجهة المحتلين ، و فضل الوضع على كده لغاية سنة 313 لما اصدر الامبراطور قسطنطين الاول مرسوم ميلانو اللى سمح بحرية العبادات فى نواحى الامبراطوريه الرومانيه.

الفتره دى فى بداية القرن الرابع كان فيه حوالى اربعين مدينه مصريه فيها اساقفه ، و اسكندريه وحدها كان فيها 100 اسقف. عدد المسيحيين فى مصر وقتها وصل لحوالى مليون.
اللغه القبطى
حجر عليه نقش قبطى من القرن التانى

مش معروف بالظبط امتى اتولدت اللغه القبطيه و المحتمل ان التحول ليها اخد وقت طويل و بطريقه متدرجه. لكن الأكيد ان اللغه القبطيه سبقت المسيحيه ، فأول نص قبطى معروف اتكتب قبل ميلاد المسيح بقرن و نص. اللغه القبطيه هى رابع و أخر صيغه للغه المصريه القديمه بعد الهيروغليفى ( صيغة الكتابات المقدسه على المعابد و ورق البردى ) ، و الديموطيقى ( صيغه ابسط و اقل رسميه من الهيروغليفى ) ، و الديموطيقى ( صيغه شعبيه تصاويرها ابسط من الهيروغليفى و الهيراطيقى ) [15].

التبشير بالمسيحيه بدأ فى المدن الكبيره و كان باللغه اليونانى. غالبية المصريين العايشين فى اقاليم مصر برا اسكندريه و المدن ما كانوش بيتكلموا باليونانى لغة الدوله الرسميه و إن كانوا بيضطروا يستخدموها فى معاملاتهم مع الدوله الرومانيه الحاكمه سواء فى دواوينها أو فى محاكمها عادة عن طريق كتبه عموميين لإن غالبيتهم كانوا اميين مابيعرفوش يقروا و يكتبوا لا بالديموطيقى و لا باليونانى ، فلما انتشرت المسيحيه بره المدن كان لازم مواعظها تكون بلغة عامة المصريين اللى بيتكلموها و بيفهموها من آلاف السنين ، و بعدين الانتشار حتم استخدام الحروف اليونانيه فى كتابة النصوص المسيحيه باللغه المصريه. كتابة اللغه المصريه بالحروف اليونانيه ماكانش حاجه جديده فى مصر و كان موجود قبل اعتناق المصريين للمسيحيه ، لكن اعتناقهم للمسيحيه كان سبب رئيسى لإنتشار كتابة اللغه المصريه بالحروف اليونانيه و ده لإن الخط الديموطيقى كان معقد و مافيهوش حروف الحركه اللازمه لقراية الاسامى و الصلاوات بطريقه صح ، فرجال الدين المسيحى الجديد اللى كانوا عايزين ينشروا الكتاب المقدس و التعاليم الكنسيه شافوا ان اسهل طريقه هو ترجمتها للمصرى مع استخدام الحروف اليونانيه و بكده يلقوا حد يقراها ، و دى كانت بداية اللغه القبطيه و هى لغة قدماء المصريين المخلطه بألفاظ و مصطلحات يونانيه و كنسيه ، و إكمن كان فيه مخارج حروف مصريه مالهاش مماثل فى اليونانى ضاف المصريين للألفباتيه اليونانيه سبع حروف ديموطيقيه. من المرجح ان مع نهاية القرن التانى و بدايات القرن التالت كل الاناجيل فى مصر بقت مكتوبه بالقبطى. دى كانت بداية اللغه القبطيه و فى نفس الوقت كانت بداية ضياع القدره على قراية اللغه المصريه القديمه و بالتالى ضاع تاريخ مصر الفرعونى من المصريين لغاية ما الفرنساوى شامبوليون قدر يفك شفرة الحروف المصريه القديمه. اللغه القبطيه بتعكس اللهجات القديمه فى مصر و بتتميز بتلت لهجات هى البحيريه فى الوجه البحرى ، و الصعيديه فى الصعيد ، و الفيوميه ، و الاخمينيه ، و البشموريه ، و يتضاف للهجات دى لهجات مختلطه و متفرعه. اللغه المستخدمه فى الطقوس الكنسيه المصريه هى اللهجه البحيريه اللى من المحتمل انها اقدم اللهجات القبطيه [16].

استخدام اللغه القبطيه كان سلاح له حدين من ناحيه عزلت اللغه القبطيه اللغه اليونانيه لصالح اللغه المصريه و القوميه المصريه لكن لإنها استخدمت الحروف اليونانيه خلت اللغه المصريه المكتوبه على المعابد و فى البرديات الفرعونيه ما تتقريش. فى الزمن ده المصريين كانوا منهمكين فى عصرهم و بيدافعوا عن القوميه المصريه فى ظل احتلال اجنبى مش عن تاريخ مصر القديم. بيحكى ابن تغرى ان احمد بن طولون اللى استقل بمصر جاب علما من الأقباط المعمرين و سألهم عن موضوع بنا الاهرامات و الكتابات اللى موجوده عليها و على المعابد و سألهم ليه ماحدش بيعرف يقراها ، فشرحوا له ان الحكما اللى كتبوا بحروف لغتهم ( الهيروغليفى ) انتهوا ، و بسبب الاحتلالات اختفت الكتابه بالحروف دى ( الهيروغليفى ) و حل محلها الكتابه بالحروف الرومى ( اليونانى ) فضاعت كتابة اجدادهم و بقوا ما بيعرفوش يقروها. مش بس القدره على قراية اللغه المصريه القديمه ضاعت لكن ضاعت كمان معانى كلمات مصريه قديمه ، فى الخصوص ده بيقول المسعودى انه سأل جماعه من أقباط مصر فى الصعيد عن معنى اسم " فرعون " فماعرفوش معناه لا هما و لا " أهل الخبره " و ماقدرش يلاقى معنى ليه فى لغتهم (القبطى) [17].

اللغه القبطى ما بتعتبرش دلوقت لغه حيه رغم انها بتستخدم فى طقوس الكنايس المصريه و رغم ان فيه اشارات بإنها بتستخدم فى قرى مصريه فى الصعيد كلغة حوار يومى بين الناس و رغم ان فيه محاولات لإحيائها فى مراكز ثقافيه و دينيه فى مصر. لكن اللغه القبطى موجوده فى اللغه المصريه الحديثه ( العاميه ) اللى بيتكلمها المصريين النهارده. اللغه المصريه الحديثه ( العاميه ) مليانه كلمات و تراكيب ما يقدرش يفهمها غير أهل مصر ( غير بالتعليم ) مع انها بتتكتب بالحروف العربى ، و من ناحيه تانيه اللغه المصريه الحديثه ( العاميه ) بتحكمها نفس الاجروميه اللى كانت بتحكم لغة قدماء المصريين [4]. اللغه المصريه الحديثه دى هى اللغه القوميه لأهل مصر فى العصر الحديث زى ما كان القبطى تعبير عن القوميه المصريه فى العصر القديم و بالرغم من محاولات تهميشها ثقافياً بيزيد استخدامها فى الكتابه مع مرور الوقت [18].
حركة الرهبنه القبطيه
القديس انطونيوس الكبير من أبهات الرهبنه القبطيه.

دخول المسيحيه كان من عناصر التمسك بالقوميه المصريه و مقاومة المصريين للإحتلال الأجنبى ، و فى بدايات العصر القبطى طور الأقباط وسيله تانيه هى " المقاومه السلبيه " اللى ظهرت على شكل النسك و الرهبنه. الديانه المصريه القديمه عرفت الاعتكاف و النسك فى الصحرا المتاخمه للوادى و ظهورها فى مصر فى القرن التالت الميلادى ما كانش حاجه جديده. بيتقال ان أول دير قبطى فى مصر إتأسس على ايد فرونتينوس سنة 151 فى وادى النطرون ، لكن المؤكد ان الرهبنه اتأسست فى القرن التالت لما خرج راجل صعيدى مسيحى اسمه بولا أو بولس للصحرا و اعتكف هناك للتعبد و الصلا. بعد الأنبا بولا ظهر فى الصعيد برضه القديس المعتكف المشهور أنطونيوس ، و الأنبا باخوم مؤسس الرهبنه الجماعيه ( رهبنة الشركه الكينوبيتيه )، و الأنبا شنوده اشهر اللى عادوا الديانه المصريه القديمه و ارتبط اسمه بهدم الأثار المصريه القديمه. آلاف الاقباط التفوا حوالين حركة الرهبنه و ما كانوش كلهم قديسين و لا حتى ناس صالحين متدينين فكان فيه بينهم ناس عاديين من عامة الشعب هربانين من احكام قانونيه بمعنى هربانين من القوانين الظالمه اللى كان بيمارسها الرومان على المصريين فى المحاكم المختلطه و غيرها و من جماع الضرايب و الوالى الرومانى و اعوانه. الاقباط دول لجأوا للرهبنه فى صحارى مصر كوسيله للإحتجاج و المقاومه السلبيه للمحتلين الرومان. فى الايام دى إتأسس الدير الأبيض جنب سوهاج ، و اتجمع الرهبان الأقباط فى وادى النطرون فى جنوبه عند دير السريان و دير الأنبا بشوى حالياً ، و فى شماله فى صحرة شهات ( الإسقيط ). قامت فى مصر تلت انواع من الرهبنه ، رهبنة النساك اللى بيعيشوا فى الاديره ، و رهبنة الزهاد اللى بيختلوا بنفسهم فى الصوامع الصحراويه و الجبليه ، و رهبنة المتبتلين اللى بيعيشوا اتنين او تلاته مع بعض فى المدن و بيمتنعوا عن الجواز.

اشتهر موضوع أديرة مصر فى العالم المسيحى و بقوا الاجانب يروحوا مصر عشان يشوفوا الاديره و كان منهم روفينوس و القديس أرسانيوس و الأنبا باسليوس اللى أنشأ الرهبنه فى اليونان و من الستات من نبلا الدوله الرومانيه الشرقيه و الغربيه باولا و ملانيا اللى راحت مصر مع القديس جيروم ( هير ونيموس ). من مصر انتشرت فكرة الرهبنه و الأديره. الرهبنه كانت من ابداع المصريين و اتجاوزت اثارها حدود مصر للعالم الخارجى [5].

فى العصر البيزنطى الرهبان الأقباط بقوا الجيش الروحانى و حتى الفعلى لبطريرك الكرازه المرقسيه فى اسكندريه فكان لما بيروح المجامع اللى كانت عادة بتنعقد فى اسيا الصغرى بأمر امبراطور بيزنطه لمناقشة اركان العقيده المسيحيه و مشاكلها كان البابا القبطى بياخد معاه الرهبان و جماعه اسمها " البارابولانى " ( صبوات ) ممكن يتسموا بلغة العصر " الهتافه " عشان يظهروا تأييدهم ليه فى الغربه و يهتفوا ليه فى حاجه تشبه المظاهرات كمؤيدين لزعيم الوطنيه المصريه. البابا فى الزمن ده ما كنش مجرد رئيس دينى لطايفه دينيه لكن كان رمز لمصر و للقوميه المصريه. بعد ما استقرت المسيحيه فى مصر ، الكنيسه حلت محل الديانه الرسميه القديمه فى تمثيلها للقوميه المصريه و زى ما كانت مصر فى وقت ضعفها فى العصور الفرعونيه بتلتف حوالين كبير كهنة امون - رع فى طيبه ، كل القوى الوطنيه فى العصر القبطى التفت حوالين رئيس الكنيسه المصريه " بابا و بطريرك مدينة اسكندريه ، و بلاد لوبيا ، و المدن الغربيه الخمسه ، و اثيوبيا ، و كل أرض مصر ، أبو الأباء ، أسقف الأساقفه ، الحوارى التلتاشر ، قاضى العالم " [19].

الرهبان الاقباط بقوا القوه المصريه الوحيده فى مصر اللى ممكن توازى قوة بطريرك اسكندريه و كانوا بيمثلوا زعما الشعب بدرجه اكتر بكتير من الاساقفه. البابا كيرلس السكندرى استخدم الرهبان و الصبوات ضد يهود اسكندريه المقربين من الموظفين الرومان و طردوهم فى ظرف يوم واحد من احيائهم الكبيره فى اسكندريه لضواحى المدينه. و هما اللى هاجموا استاذة الفلك و الرياضيات هيباتيا بنت الفيلسوف ثيون و قطعوها حتت و حرقوها فى صحن الكنيسه. من أسباب العنف اللى حل ده ، على عكس ما كان الحال ايام اكليمندس و أريجانوس و غيرهم من المتفقهين فى الفلسفه الهيلينيه ، إن القوميه المصريه بقى فيها اندفاع ضد كل حاجه دخيله على مصر و كل اللى بيمثل الدخيل على مصر فلسفه أو غيرها. بيقول " كريستوفر داوسون Christopher Dawson " فى كتابه " أصول أوروبا The making of Europe " إن الرهبنه المصريه نتاج أصيل للمسيحيه المصريه ، و انها جمعت ما بين حكمة الأنبا مقار و الأنبا باخوم و روحانيتهم ، و تعصب الرهبان و الصبوات اللى قتلوا هيباتيا ، و عملوا اضطرابات دمويه فى شوارع اسكندريه [20].
عصر الدفاع عن القوميه المصريه
اثناسيوس دافع عن الكنيسه القبطيه و القوميه المصريه.

حتى بعد ما اعتنق امبراطرة روما و بيزنطه المسيحيه فضل الأقباط يكرهوا الأمبراطور الأجنبى المستعمر اللى بيحكم مصر من عاصمة ملكه فى بيزنطه. بعد ما الأمبراطور البيزنطى دخل المسيحيه طوالى اقباط مصر اخدوا مذهب مخالف لمذهبه ، لما اخد الامبراطور بالمذهب الأريوسى ناهض الاقباط فى مصر الأريوسيه ، و لما أخد بمذهب ازدواج طبيعة المسيح أخدت الكنيسه المصريه بمذهب المونوفيزيه Monophysitism ( الطبيعه الواحده للمسيح ) و فضلت على المذهب ده لغاية النهارده. المونوفيزيه فى الأصل خلفيتها من الثقافه و الديانه المصريه القديمه اللى ما كانتش بتمانع فى ان الشخص ممكن يكون انسان و الاه فى نفس الوقت. فى سنة 325 شارك اثناسيوس اللى كان وقتها لسه شماس و سكرتير البابا ألكساندروس فى مجمع نيقيا الاول لمناقشة المذهب اللى روج ليه القسيس آريوس بخصوص طبيعة المسيح ، و قدر ببلاغته و بتأييد الرهبان و الصبوات انه يقنع المجتمعين بوجهة نظر الكنيسه القبطيه و رجع مصر منتصر ، لكن ده ما منعش استمرار اضطهاد البيزنطيين للأقباط ، و من الحوادث الشنيعه اللى حصلت سنة 356 فى عهد أثناسيوس اللى فى الغضون دى بقى بابا الكنيسه القبطيه ، كان إقتحام العسكر البيزنطى لكنيسة العدرا فى اسكندريه وقت المغربيه بالسيوف و الحراب و أثناسيوس بيصلى بالناس صلاة الغروب و ارتكبوا مدبحه شنيعه بين المصليين اللى اتقتلت منهم اعداد كبيره جوه الكنيسه و براها حيث ان العسكر البيزنطى اتعقب اللى قدروا يهربوا. اثناسيوس اللى دافع بكل قوه عن الكنيسه القبطيه و القوميه المصريه نفاه البيزنطيين خمس مرات.

فى سنة 451 راح البابا ديوسقوروس مجمع خلقدونيا و خد معاه الرهبان و الصبوات زى العاده لكن المره دى ماقدروش يعملوا للبابا حاجه و حكم المجمع بحرمان ديوسقوروس و ابعاده عن كرسى الكرازه المرقسيه. اتسمى اتباع المونوفيزيه المصريين بإسم " اليعاقبه " و اتسمى اتباع مذهب الازدواج بتاع ملك بيزنطه " ملكانيين " و قام صراع بين الطرفين ، طرف بيحتل مصر و ليه جيش عسكرى مدجج بالسلاح ، و طرف أعزل سلاحه الوحيد هو الايمان بالذات و بالقوميه المصريه ، طرف بيحتل التانى و عايز يفضل مسيطر عليه و يخلى قسطنطينيه عاصمة الامبراطوريه البيزنطيه من غير منازع ، و طرف عايز يستقل و يخلى اسكندريه عاصمة المسيحيه فى العالم ، و اتحالفت الكنيسه اللاتينيه ( الكاتوليكيه ) فى روما مع امبراطور بيزنطه ، و فى الصراع ده دفع الأقباط بطبيعة الحال الغالى و الرخيص ، اقتحمت الأديره ، و اتدفن أقباط و هما أحياء و اتذل الاساقفه بربط رقابيهم بالسلاسل و الاغلال و جرهم فى الشوارع ، و استشهدت من الأقباط اعداد كبيره على ايد البيزنطيين المسيحيين جايز اكتر من اللى استشهدوا فى مواجهة الرومان الوثنيين فى السنين الأولى للمسيحيه.
ثورات ولاد البلد
" الهروب لمصر " ، من روائع فن الأيقونات القبطيه.
فن النحت المصرى القديم اتجلى فى الفن القبطى و اختفى من مصر بعد كده.
برع الأقباط فى فن النسيج.

تاريخ مصر القبطيه ما كانش بس تاريخ الكنيسه القبطيه و ان كانت هى المركز اللى التف حواليه الاقباط زى ما التف المصريين القدام حوالين معابد امون-رع فى وقت المحن ، الناس العاديه من عامة الشعب ناضلوا و قاموا بثورات كتيره كان منها " ثورة الإخوان التلاته " اللى قامت فى بدايات حكم الامبراطور موريس سنة 582. الاخوان التلاته دول كانوا يعقوب و مينا و أبو سخريون من قرية " أيكيله " اللى النهارده اسمها زاوية صقر فى مركز أبو حمص فى البحيره. بدإت الثوره لما احتج الاخوان التلاته على اعتقال السلطات البيزنطيه لاتنين من كبار الأقباط و اتحول الاحتجاج لثوره كبيره عمت غالبية أقاليم الوجه البحرى و حاول الثوار اقتحام مدينة اسكندريه و قدروا يمنعوا عنها القمح ، و قدر اسحق اللى كان ابن الأخ الكبير انه يستولى على مراكب الغلال اللى كانت بتنقل غلة مصر المنهوبه للقسطنطينيه. انتهت الثوره بتهديد من حاكم اسكندريه انه حا يعدم الاقباط الاتنين المعتقلين و غيرهم ، و هرب الاخوان التلاته على صان لكن اتقبض عليهم و اتسجنوا و اتعدموا. و من الثورات التانيه كانت ثورات صان و خربتا و بسطه و سنهور و إخميم و غيرها كتير انتهت كلها بمدابح وحشيه قام بيها المستعمر البيزنطى و عساكره المدججين بالسلاح فى مواجهة شعب اعزل انتزع منه جيشه و سلاحه لكن فضل سبع قرون يدافع عن هويته و قوميته و رفض ان مصر تدوب فى ثقافة المحتلين أو انها تخرج من التاريخ.

ولا كان تاريخ مصر القبطيه تاريخ اضطهادات و ثورات بس ، الاضطهادات و الثورات كانت احداث و وقائع بتتخلل تاريخ مصر ، ساعات بتزيد و ساعات بتقل و ساعات بتختفى ، لكن فى كل الظروف عطاء المصريين الحضارى و الفنى كان دايماً حاضر و متواصل و مستمر. زى ما مصر كانت معطاءه على مر التاريخ ، حضارة شعبها ما اتوقفتش فى العصر القبطى رغم الاحتلال و المحن و الفواجع. فلاح مصر فضل يزرع ارضه و يرويها من النيل زى اجداده ما كانوا بيزرعوها و بيرووها ، و الصنايعى المصرى فضل يصنع و يطور زى ما عمل المصرى القديم ، القبطى هو اللى كان بيبنى المبانى و بيحفر القنوات و الترع و هو اللى كان بيروى الأرض و يحرثها و يجنى ثمارها و غلتها و كان هو الفنان اللى بينحت و بيرسم و بيكتب. مصر فى العصر القبطى ظهر فيها فن بإسلوب جديد ، هو الفن القبطى ، فن مصرى أصيل لكن بتأثيرات جديده من وحى المسيحيه و الاتصال بالعالم البيزنطى. المسيحيه دخلت مواضيع فنيه جديده فى فن النحت و ظهرت براعة الفنان القبطى ابن حضارة مصر العريقه فى الحفر على الخشب و صناعة النسيج و تلوينه ، و رسم الفنانين الأقباط رسومات بديعه على القماش و الجص و الخشب و برعوا فى تدهيب هوامش المخطوطات و الكتب. من الفنون اللى ابدع فيها الفنانيين الأقباط كان فن الأيقونات ، رسم الفنان القبطى على الايقونات رسومات جميله من وحى المواضيع الدينيه و من وحى البيئه المصريه.

فن النسيج المرسوم كان من الحاجات اللى برع فيها الأقباط و كان ليه اثر كبير على الفن الاوروبى الحديث و اتأثر بيه فنانيين اوروبيين كبار منهم بيكاسو Picasso و ماتيز Matisse و ديرين Derain ، و كل متاحف العالم الكبيره بتحتفظ بنماذج جميله من فن النسيج القبطى.

فيه باحثين بيعتقدوا ان الموسيقا المصريه القديمه لعبت دور فى تطوير الموسيقا الاوروبيه و انها هى و الترانيم المصريه القديمه اتنقلت عن طريق المبشرين الأقباط لأوروبا. و من الحاجات التانيه اللى فيه باحثين بيعتقدوا ان اصلها مصرى قديم و اتنقلت لأوروبا عن طريق الاقباط طراز الباسيليكا Basilica فى البنا. فبعد دخول المسيحيه مصر بنا المصريين اللى اعتنقوا المسيحيه كنايس فى المعابد المصريه ، و بعد كده لما ابتدوا يبنوا كنايس منفرده بنوها على نفس الطراز اللى اتطور و اتنقل لأوروبا و اتبنت كاتدرائيات على طرازه.

فن النحت فن مصرى قديم ازدهر و عاش فى مصر عبر تاريخها القديم على امتداد العصور الفرعونيه و العصر البطلمى و العصر القبطى. النحت كان من اكبر رموز الثقافه المصريه و كان بيعبر عن القوميه المصريه و بيجسدها. فن النحت القبطى كان امتداد لأمجاد مصر الفنيه فى العصور القديمه و فضل مستمر لغاية دخول الثقافه العربيه مصر من سنة 640 ، و من وقتها انحدر لغاية ما تقريباً انعدم لغاية العصر الحديث لما ظهر النحات محمود مختار و نحاتين مصريين غيره حاولوا يسترجعوا مجد مصر فى فن النحت من وحى تراثها الفرعونى و القبطى القديم.
تدمير تراث مصر القديم
ثاؤفيلس.
" عنخ " اتخانق المصريين على معناه.
و اتحول " عنخ " لصليب على معابد مصر القديمه.

فى سنة 395 فى عهد البابا ثاؤفيلس اصدر ثيودوسيس قيصر مرسوم بتدمير المعابد و التماثيل المصريه القديمه و محو الديانه المصريه القديمه اللى كان فيه لسه مصريين بيؤمنوا بيها فى صعيد مصر بالذات ، وهنا ، على حد قول عزيز سوريال عطيه ، دارت عجلة التاريخ ، فبدإت الغالبيه المسيحيه فى اضطهاد الاقليه اللى بتتبع الدين المصرى القديم. ولم يقودالبطريرك ثاؤفيلس بنفسه عامة المسيحيين فى الهجوم على تمثال سيرابيس فهذة كانت اكذوبةه. وضاع اثار مصرنا بسبب تدمير الاثار بسبب الملك ثيودسيوس ، فضاع من مصر جزء من تراثها زى ما ضاعت القدره على قراية و كتابة لغتها القديمه. معبد باخوس فى اسكندريه كان المسيحيين دمروه سنة 389. و فى 411 دمر المسيحيين معبد سيرابيس الضخم فى اسكندريه هذه كانت اكذوبة ايضا ، و وقت تدميره دمروا كمان جزء من مكتبة اسكندريه ( الموزيون Museion ) اللى البطالمه اسسوها فى اسكندريه و بقت مناره للعلم و الثقافه فى منطقة حوض البحر المتوسط [12]. دافع المصريين اتباع الدين القديم عن نفسهم بقيادة الفيلسوف اولمبيوس و قامت معارك بينهم انتهت بطبيعة الحال بقهر الاقليه من اتباع الدين القديم. من القصص الطريفه و المؤلمه فى نفس الوقت و اللى بتوضح انحدار العقليه المصريه فى الفتره دى بفعل التعصب الدينى و القهر و الاستعمار الاجنبى ، و ازاى ثقافة مصر كانت فى حالة انسلاخ من تاريخ مصر القديم ، و اللغه المصريه القديمه ماعادش فيه كتير بيعرفوا يقروها ، انهم بعد تدمير معبد سيرابيس لقيوا نقش بالهيروغليفى مرسوم فيه " صليب " ، فإتخانق المسيحيين و اصحاب الدين القديم على معناه ، فقال المسيحيين انه رمز المسيحيه و قال اصحاب الدين القديم انه رمز من رموزهم هما و قعدوا يتخانقوا لغاية ما واحد بيعرف يقرا هيروغليفى وضح لهم فى الأغلب انه " عنخ " و شرح لهم معناه حيث ان بقية القصه بتقول انه قالهم ان معناه " الحياه الأتيه " و ده فعلاً معنى الرمز " الحياه الابديه " لكن فضل الطرفين يتخانقوا و اصر المسيحيين على انه بالمعنى ده بيشير لدينهم و بقية القصه بتقول ان اصحاب الدين القديم اقتنعوا بكلام المسيحيين و اتعمدوا [21] ، لكن ده بطبيعة الحال خارج نطاق التاريخ. بعد تدمير معبد سيرابيس و جزء من مكتبة اسكندريه بسنه ، هاجم الرهبان المسيحيين الفيلسوفه هباتيا أخر الافلاطونيين الجداد فى مدرسة اسكندريه ، و سحلوها لحى القيساريه اللى حولوه لكنيسه و رجموها و قتلوها بطريقه فظيعه. نهاية هباتيا كان قتل الرهبان لأخر وميض بيشع بروح الثقافه الهيلينيه فى مصر [12].

الأنبا شنوده من بانوبولس ( اخميم دلوقتى ) كان من اشهر الرهبان اللى عادوا الديانه المصريه القديمه و ارتبط اسمهم بتدمير أثار مصر القديمه ، فبعد عهد الامبراطور قسطنطين ارتد الأمبراطور جوليان (332-363 ) عن المسيحيه ، و ده كان سبب ان فى فترة حكمه القصيره رجعت اعمال العنف لمصر من تانى فبقوا رهبان مريوط و وادى النطرون يشنوا هجمات على اتباع الدين القديم فى اسكندريه و يروعوهم ، و هجمت كتايب الأنبا شنوده على الاثار المصريه فى طيبه ( الأقصر ) و دمرت منها الكتير و حولت المعابد المصريه لكنايس [22].

طبعاً لازم يتاخد فى الإعتبار ان الحوادث و الوقايع دى أحداث تاريخيه قديمه حصلت من قرون طويله من حوالى ألف و خمسميت سنه ، فى ظروف تاريخيه معينه و خلفياتها عقليه قديمه كانت سايده فى الأزمنه دى و فى ظل فتره تاريخيه انتقاليه و صراعات ثقافيه و دينيه و استعمار اجنبى و عناصر كتيره فيه منها وصلنا و فيه منها ما وصلناش ، لكن فى كل الأحوال مش ممكن الحكم عليها بظروف العصر الحديث. الاحداث القديمه بوجه عام وصلتنا مبتوره أو مبالغ فيها و بالتالى ما ينفعش اخدها حرفياً و الخروج منها بإستنتاجات مؤكده.
الاحتلال العربى
حصن بابليون.

أخر ايام الحكم البيزنطى فى مصر كانت مليانه مشاكل سياسيه و اضطرابات فى مصر و فى بيزنطه نفسها فانتهز الفرس الفرصه و زحف ملكهم خسرو برويز المعروف بإسم " كسرى " على الاراضى البيزنطيه فى اسيا ، و فى سنة 613 دخل الفرس دمشق و استولوا عليها و فى 614 استولوا على مدينة القدس و اخد خسرو صليب الصلبوت من القبر المقدس عشان يديه هديه لمراته شيرين اللى كانت مسيحيه على المذهب اليعقوبى. فى سنة 619 غزت فرقه فارسيه مصر و استولت عليها ، و فضلت مصر فى ايد الفرس عشر سنين. هرقل رسى بأسطوله قدام اسكندريه سنة 622 و قدر يوقف زحف الفرس فى المنطقه دى ، و بعت اسطول فى البحر الاسود على طرابيزون ، و نزل العسكر البيزنطى و هجم على معسكر الفرس الساسانيين فى جانزاك ، فإضطر الفرس انهم يسحبوا قواتهم من مصر سنة 627 ، و زحف هرقل على بلاد فارس و هزم الجيش الفارسى هزيمه ساحقه و استعاد صليب الصلبوت و رجعه لضريح القبر المقدس فى بيت المقدس و بكده رجعت مصر للسباده البيزنطيه من تانى.

فى الغضون دى ، فى سنة 620 ، اتولى الكرازه المرقسيه البطريرك التامن و التلاتين بنيامين الأول. هرقل بعت لمصر حاكم مدنى و فى نفس الوقت بطريرك ملكانى هو " سيروس " أو " قوروس " اللى اتعرف بعد كده فى التاريخ الاسلامى بإسم المقوقس. قبل هرقل ما يبعت سيروس على مصر كان اتشاور مع بطريرك قسطنطينيه و بطريرك انطاكيا فى موضوع توحيد المذاهب المسيحيه على مبدأ جديد و هو ان المسيح واحد و فعله واحد و مشيئته واحده من غير الاشاره لوحدة طبيعته أو ازدواجها اللى كانت سبب ابعاد الكنيسه المصريه بعد مجمع خلقدونيه ، المبدأ ده اتعرف بإسم " المشيئه الواحده Monotheletism ". الحيله دى ما دخلتش على الأقباط و رفض بابا مصر بنيامين الاعتراف بسلطة البطريرك الملكانى سيروس فإتعرض لإضطهاد كبير اضطره انه يسيب اسكندريه و يهرب على صحرة الإسقيط ( شهات ) فى وادى النطرون فلقى هناك عدد صغير من الرهبان بعد ما قتل الفرس رهبان كتار فى العشر سنين اللى طلعوا فيها مصر من الحكم البيزنطى ، فساب بنيامين وادى النطرون و راح على الصعيد و استخبى هناك بعد ما طلب من اساقفته انهم هما كمان يستخبوا ، و فيه سمعوا كلامه و فيه اتبعوا سيروس تحت الضغوط الفظيعه ، و عين هرقل اساقفه ملكانيين فى نواحى مصر و اضطهد الاقباط اضطهاد كبير و قامت فى مصر موجه من التنكيل و الاذلال ماكانلهاش مثيل فى التاريخ ، و هجم البيزنطيين على الكنايس و الاديره و نهبوا الاوانى المقدسه و صادروا الاراضى و الممتلكات وجلدوا الاقباط بالكرابيج و قتلوهم و اعتقلوهم و عملوا فيهم كل الفظايع ، و قبض سيروس على مينا أخو بنيامين و عذبه بخلع سنانه و حرقه بالمشاعل بطريقه مرعبه و بعدين حطه فى شوال متعبى بالرمله و رماه فى البحر فإستشهد [23].

فى الظروف دى و التنكيل بالاقباط شغال بطريقه رهيبه ، هجم العرب على مصر بقيادة قائد عسكرى اسمه عمرو ابن العاص. العرب دول كانوا امنوا بدين جديد اسمه الاسلام اسسه النبى محمد فى جزيرة العرب و قدرت جيوشهم انها تغلب الفرس و تستولى على بلادهم و تغلب البيزنطيين و تطردهم من الشام و دلوقت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://esamelbea.egyptfree.net
 
تاريخ الأقباط فى مصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ الأقباط فى مصر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عصام البيه :: الفئة الأولى :: عصام البيه :: ريفا فى عبق التاريخ-
انتقل الى: